معالي د/ سهيل قاضي
" عمر السبيل"
مثال الشباب الصالح والعالم الفاضل
معالي د/ سهيل بن حسن قاضي
مدير جامعة أم القرى سابقًا
صحيفة عكاظ الأحد 2-1-1423هـ
كان رحمه الله تعالى – لا نزكيه على الله - مثال الشاب الصالح والعالم الفاضل العامل، رضي الخلق جم التواضع بما حباه الله من حياء جميل ووقار محبب، ترفع عن صغائر الأمور. كيف وهو إلى واسع علمه وحسن أدبه كريم المحتد سليل بيت العلم والفضل والسماحة من آل السبيل. لا عجب أن حبه كل من عرفه وجالسه أو تعامل معه. وقد قدر لي أن أحظي بشرف زمالته وحسن صحابته في جامعة أم القرى فترة من الزمن لا أحسبها اليوم إلا برهة قصيرة فما وجدته إلا ساميا متساميا، جمع إلى فقه العلماء حسن سمتهم وكريم تواضعهم مع نبل نفس وصفاء روح وأريحية وإيثار. فقد كان رحمه الله يمشي في قضاء حاجات الناس بنفسه، كبيرا كان المستشفع به أم صغيرا، ولا يرهق في ذلك ذا قدر ومنصب وما يزيده ذلك إلا رفعة وتواضعا، فعلى مثله حقا تبكي البواكي ويجل الخطب لكن عزاءنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا نملك من اللوعة والفجيعة في رحيل شيخنا وقدوة شبابنا فضيلة إمام الحرم المكي الشريف والمربي الفاضل القدير في جامعة أم القرى ورحبان المسجد الحرام الشيخ عمر بن محمد السبيل لا نملك إلا أن نتصبر ونحتسب شاهدين بما عرفناه به وعنه إذ كان بيننا من مكارم الأخلاق وسني الفضائل وأنا لنبكي فيه خيرية شخصه وما كان عليه من فضائل وخصال حميدة.
وما حسبت يوما أن أقف موقف الراثي لشيخنا وهو كبير المقام فينا ولكنه الأجل المحتوم ولا راد لما قضى الله وأنا بقضائه لرضوان ولأجره محتسبون.
فاللهم أفرغ على أهله وذويه وقرابته وكل محبيه وطلابه ومن شملهم احسانه صبرا جميلا واربط على قلوبهم واخلف لنا خيرا.
وافض رب على فقيد الأمة من فيض رحمتك ورضوانك وارفع درجته في الجنة وارسل عليه بفضل منك وسلاما وأن رحمتك له أوسع من تفجعنا عليه، فحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون.