معالي د. محمد العقلا
يرحمك الله يا أبا أنس
معالي د. محمد بن علي العقلا
مدير الجامعة الإسلامية سابقًا
صحيفة البلاد 4-1-1423هـ
فقدت البلاد عالما من علمائها وفقيها من فقهائها اجتهد في خدمة العلم وطلابه عدة في الجامعة وفي المسجد الحرام واختير إماما وخطيبا للمسجد الحرام منذ عام 1413هـ .
عرف رحمه الله بالتواضع والأدب الجم والخلق الحسن والقوة في الحق والحزم في مواضعه والاجتهاد في طلب العلم وتحصيله والتواصل مع أفراد المجتمع مشاركا لهم في أفراحهم وأحزانهم ساعيا في قضاء حوائجهم قدر استطاعته كما لم يعرف عنه يرحمه الله التعرض للناس والإساءة إليهم أو النيل منهم فضلا عن زهده وعدم حرصه على تولى المناصب الإدارية حيث يجد محدودية المدة الزمنية التي أمضاها في كل منصب وقد زاملته ي مجلس الكلية عندما كان رئيسا لقسم الشريعة ثم مديرا لمركز الدراسات الإسلامية.
ثم تشرفت بالعمل تحت ادارته يرحمه الله عندما عين عميدا لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة حيث اختارني وكيلا للكلية ورغم قصر تلك المدة الزمنية التي لم تتجاوز الشهرين بسب اعتذاره عن الاستمرار في العمل عميدا للكلية فقد كان مثالا للإخلاص في العمل وتحمل الأمانة والرغبة في تطوير الأداء.
وعندما وقع الحادث والذي نزل على أهله ومحبيه وزملائه نزول الصاعقة لمكانته العالية الرفيعة تعلقت القلوب بالرجاء بالله عزوجل والأمل بأن يمن عليه بالشفاء العاجل وتوجه الجميع بالدعاء إلى الله بأن يحفظه، أما وقد اختار الله وديعته فإننا لا نملك في هذا المقام إلا أن نتوجه إلى المولى جلت قدرته بأن يغفر له ويرحمه وأن يسكنه فسيح جناته ويجعل منزلته في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يجبر مصاب الجميع وفي مقدمتهم والده سماحة الشيخ محمد بن عبد الله السبيل ووالدته وزوجته وذريته وإخوانه ومحبيه فالخطب جلل والمصاب عظيم ولعل مما يخفف شيئا ولو يسيرا من الحزن والألم على فراقك تلك الجموع الغفيرة التي أدت الصلاة عليه وشاركت في تشييعه وتوافدت على منزل أسرته لتقديم العزاء رحمه الله رحمة واسعة وأنزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور، وإنا لله وإنا إليه راجعون.