الشيخ عبد الغفور عبيد
رحمك الله يا أبا أنس
الشيخ عبد الغفور عبد الكريم عبيد
مدرس بالمسجد الحرام
صحيفة الندوة5/1/1423هـ
قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} إن فراق الأحباب صعب، بل صعب جدا إذا كانوا أمثال أخي وحبيبي الشيخ الدكتور عمر محمد السبيل الذي عرفته في حرم الله الآمن وبخاصة في باب الزيادة.
رأيت ذات يوم وأنا في حلقة القرآن الكريم، وإذا بنا فضيلة الوالد الشيخ محمد السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام مقبل علينا ومعه شاب على وجهه نور فسلما علي وقال الشيخ محمد هذا ابني عمر يريد أن يحفظ القرآن لديك في هذه الحلقة، قلت له: على الرحب والسعة وبقي هذا الشاب يحفظ القرآن حتى ما شاء الله كبر الشباب دخل الجامعة وتخرج منها وأصبح عميدا في كلية الشريعة وإماما وخطيبا بالمسجد الحرام... فو الله نعم الشرف ونعم المقام وجدت الشيخ عمر وفيا متواضعا كان يسألني قبل أن أساله ويزورني قبل أن أزوره محبوبا عند طلابه وأساتذته ومشايخه واحبابه.
لقد شاء الله بعد حادث أليم الذي آلمنا جميعا في يوم الأحد 19/12/1422هـ قمت أنا وأخي الدكتور محمد عبيد في مستشفى الهدا لكننا لم نستطع لتواجده بالعناية المركزة .. وجاء موعد الخبر الحزين عبر الهاتف بوفاته الذي دمع عيني وقلبي.... رحمك الله يا أبا أنس وأسكنه فسيح جناته وبعد: فلا أدري من أعز نفسي أو أعز والده فضيلة الشيخ محمد السبيل ووالدته وإخوانه وزوجته وأولاده حفظهم الله جميعا من كل مكروه، نعم العزاء للجميع، لأنه كان محبوبا للجميع فعزاءنا قول الله عزوجل{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّالِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }والحمد لله على السراء والضراء.