الأستاذ عطاء الله نور الإسلام

السبيل عاشا خفيا ومات خفيا

الأستاذ عطاء الله نور الإسلام

مكة المكرمة

صحيفة المدينة بتاريخ:11/1/ 1423هـ

فجعت الأمة الإسلامية بنبأ وفاة فضيلة العلامة  الشيخ الجليل العالم الورع التقي الزاهد الشيخ: عمر ابن الشيخ محمد عبد الله السبيل رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، والهم أسرته وذويه ومحبيه الصبر والاحتساب.

فلقد كان الشيخ رحمه الله يتمتع بدماثة الأخلاق، وحسن التعامل مع الجميع، بعيدا كل البعد عن ملهيات الدنيا وزخرفها، محبا للخير وموصيا به جميع طلابه ومحبيه.

ولقد تشرفت بتحفيظ ابنه أنس حفظه الله القرآن الكريم، وكان الشيخ رحمه الله يقابلني للسؤال عن مستوى ابنه وكذلك عن بقية طلاب الحلقة، وكان الشيخ  رحمه الله ناصحا لي ومرشدا، وموجها إلى الأسلوب الأمثل في تعليم الطلاب وتحفيظهم، وارشادي إلى الطرق المثلى في ذلك، فكان حقا مرشدا لي بعد الله تعالى في عملي كمدرس لحلقة تحفيظ القرآن في المسجد القريب من  منزله في حي العوالي بمكة المكرمة. وكان رحمه الله مه قلة اختلاطه بالناس محبوبا جدا لدى جيرانه وأهل حيه، ولقد تأثروا أشد التأثير بنبأ الحادث الأليم الذي أصابه ثم بخبر وفاته رحمه الله.

ولقد شهد لفضيلته رحمه الله أقرانه بغزارة علمه وفقهه ونشأته النشأة الصالحة، محافظا على وقته شغوفا بطلب العلم، مع ما كان يتميز به من صلاح ظاهر  واستقامة.

  حقا لقد عاش الشيخ خفيا ومات خفيا فرحمه الله رحمة الأبرار، وألهمنا جميعا الصبر والسلوان،(إنا لله وإنا إليه راجعون).