مرثية نورة آل رشود
مرثية نورة بنت زيد بن مبارك آل رشود:
قد أقبل العام في طياته ألم |
وفي النواظر بؤس .. قاتل الهمم |
كم مزقتني رياح الحزن ضائقة |
مرت علينا كما سود من الظلم |
أبكت بما أبقت إلا الحنين له |
يمزق القلب .. يشجي ساحة الحرم |
استنزف الجرح ذاك العلم أفجعنا |
وأحرقتنا بلا هون .. فلا تلم |
شيخ تعدى وصوف الخير قاطبة |
و استحوذ البر ابن رائع الكلم |
قد ضم حفظ كتاب الله في كنف |
أعطى من العلم سيلاً صافي الحكم |
علامة فقه الإسلام في زمن |
قل الفقيه وقل الحافظ الفهم |
قد أغدق الله فيضًا من فضائله |
على حليم نقي الخلق ذي الشيم |
أمضى الطفولة غرسًا في منابتها |
يسقى من الأي يسقى من ربي الديم |
حتى تربع في أفياء مسجدنا |
يلقي من الدرس زادًا مسبل النعم |
أم المصلين في ريعان مطلعه |
بأطهر الأرض في عرب وفي عجم |
(فتى الكهول) سليم في مقاصده |
مستيقظ الفكر راقي الحس والقلم |
حتى تنزل داع كنت أغفله |
قد أثقل النفس حتى من خطى القدم |
قالوا : ترحل عن دنيا نعيش بها |
واستسلم الشيخ للباري بلا سقم |
وأسكن الفذ في دار يوارى بها |
ذاك النظير يسجى من بلى القتم |
يا عمر ودك في قلب يزيد به |
موج المشاعر حسًا طاهر النسم |
تطوف في خاطري المكلوم ملحمة |
سرب من الهم يطوي زاهي النغم |
يا .. أسقى رب ثراك اليوم من مطر |
فيه السكينة عفو جاد بالكرم |
وأجبر الله كسرًا في خوافقنا |
أبا كليما وأما في لظى السأم |
رحماك يا رب كم أشقى المصاب لنا |
روحًا تعذب لا تصحو .. ولم تنم |
ولا يحس بذي دمع يكفكف في |
جنح الظلام ويدعو بارئ النسم |
حتى تفطر جرح من مكامنه |
قلب من الحزن .. أو حال من السقم |
ميعاد كل صدوق القول منعكف |
في طاعة الله ذي الإحسان والكرم |