مرثية الأستاذ أحمد الشنقيطي
مرثية الأستاذ أحمد سالم الشنقيطي:
لقد هاجَ من حُزني ومِن بُرَحائي |
نَعِيُّ امرئٍ مِن صفوةِ الفضـــلاءِ |
فتىً راح في عزِّ الشباب مُودِّعاً |
وغابَ عنِ الدنيا لدارِ بقــــــــــاءِ |
لِيَبْكِ على نجلِ السُّبَيِّلِ مَن بكَى |
ففي ذَرْفِ دمعِ العينِ بعضُ عزاءِ |
ولو كان يُفدَى الشيخُ كنا فداءَه |
ولكنَّ ما يَجري جرَى بقضـــــاءِ |
لَئِنْ غاب عنَّا شيخُنا عمرُ العُلا بجسمٍ |
بجســـمٍ ، فـقـد خـلَّـــى جميـــــــــلَ ثنـــــــــــــــاءِ |
فقدناه شهماً ذا إباءٍ ، وعزةٍ |
وزهدٍ ، وإخلاصٍ ، وفرطِ وفاءِ |
ستبقَى لنا ذكراهُ دهرًا شَذيَّةً |
فقد كان ذا صيتٍ وحسنِ رُواءِ |
قضَى عمرَه يَدعُو إلى الحقِّ والهدَى |
وكان له في ذاك خيرُ بــــــلاءِ |
خَطابَتُه تُزْرِي بــ"ـسحبانِ وائلٍ" |
وأسلوبُه ذو رونقٍ وبهـــــــــاءِ |
فكم خدمَ الإسلامَ والعلمَ مخلصًا |
جزاه إلهُ العرشِ خيرَ جــــــزاءِ |
عسَى ربُّه يَجْزِيه فضلاً ورحمةً |
ويحشرُه من جملةِ الشهــــــداءِ |
ولستُ بِمُحْصٍ ما لهُ مِن مآثرٍ |
فعن ذاك تَعْيَى ألسُنُ الشعراءِ! |
سقَى قبرَه المولَى شآبيبَ رحمةٍ |
وأثْواهُ بالفردوسِ خيرَ ثَـــواءِ |
أبا عُمرَ اصبرْ واحتسبْ تلقَ راحةً |
ولَلصبرُ أزكَى بلســــمٍ ودواءِ |
فأبقاكَ ذُخرًا للبنينَ إلَهُنا |
وآتاكَ سُلواناً وحسنَ عـــــزاءِ |